سورة الممتحنة من سور الجزء الثامن والعشرين، هل تعلمون إن أسماء بعض السور توقيفية؟!
وتعني كلمة توقيفية: يعني لازم نقف عند اسم السورة ونعرف سبب
تسميتها
من هي الممتحنة!!؟
من هي الممتحنة!!؟
الممتحنة هي: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط!!
وعقبة بن أبي معيط هذا لقب (بأشقى القوم) لأنه في
ذات يوم أتى بسلا جزور (سلا جزور يعني أمعاء الشاة والقاذورات اللي في بطن الشاة)
مصارين وكرشه الشاة، ووضعها علي ظهر النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساجد يصلي
لله، وفي موقف أخر نجد هذا الشقي يلف رداءة ليخنق به النبي (صل الله عليه وسلم)
وهو يصلي فيقل الأكسجين عنه ويغمي عليه صل الله عليه وسلام، وهذا الشقي هو ايضاً من بصق في وجه النبي الكريم عليه أفضل
الصلاة والسلام، وبالرغم
من ضلال عقبة ابن أبي معيط ربنا أخرج من صلبه من يوحد الله وهي ابنته الصحابة الجليلة
أم كلثوم ..
وتبدأ قصة السيدة أم كلثوم
بأنها كانت
ذكية جداً وكانت تحب العلم ومن قلائل النساء الذين يهتمون بالعلم في مكة. وذات يوم
تسمع بالدين الجديد ويدخل الإيمان في قلبها
ولكن كيف تعلن اسلامها وتلتحق بالمسلمين وأبوها أشقي القوم ومن أكثر الناس كراهية
للإسلام والمسلمين، فتكتم إيمانها عن أبوها عقبة بن أبي معيط وعن أخواها عمارة،
والوليد خوفاَ منهم، ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي علية الصلاة والسلام، وأم
كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تخاف من بطش أبوها وأخويها
فتصبر أم
كلثوم ... عسى أن يأتي الله بالفرج.
وتأتي غزوة بدر ويقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت على الكفر وتكبر
أم كلثوم وعندها ويصبح عمرها 17 سنة، وهي في سن الزواج ويتقدم لخطبتها أشرف شبان
مكة وترفض أم كلثوم وتصبر وحلمها اللحاق بالمسلمين في المدينة لتعلن اسلامها وتعبد
الله وهي لا تخاف أحد.
وأحد الايام يحدث ما لم تتوقعه أم كلثوم هذا
الحدث سيغير حياتها، في هذا اليوم يحدث بين المسلمين وكفار مكة صلح يسمي صلح
الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أن لو أحد ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
حتى يسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام يرده إلى مكة، وتسمع أم كلثوم بهذا الشرط المجحف
فتعلم أنها من المستحيل أن تهاجر إلى
المدينة وتعيش بين المسلمين لأنها لو هاجرت سيرجعها النبي إلى مكة من أجل الوفاء
بوعده بشرط الصلح فهو لا ينقض الوعد، ويشتد
الخناق على أم كلثوم
وفي
يوم من الأيام تقرر أن تهاجر حتى لو أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة شابة عمرها صغير تهاجر إلى المدينة المنورة وحيدة
في الليل والطرقات بين مكة والمدينة وعرة والمسافة طويله، ومن الممكن أن النبي صلى
الله عليه وسلم يرجعها إلى مكة وسيعلم الجميع أنها مسلمة وتتأذي من إخوتها !!!،
ولكن ثباتها
كالجبال الراسية وقوة إيمانها تدفعها
لهذا العمل وتحمل ما سيقابلها من أهوال.
ويشاء الله أن تهاجر أم كلثوم وتصل المدينة
المنورة وتذهب للنبي (صل الله عليه وسلم) والنبي في حيرة من أمره والصحابة يقولوا:
كيف نرجعها إلى مكة يا رسول الله، والنبي عليه الصلاة والسلام صامت ينتظر أمرا من
الوحي (وما ينطق عن الهوى، أن هو الا وحي يوحى).
وينزل
الفرج من السماء، ينزل جبريل عليه السلام بالوحى من فوق سبع سماوات في أمر ام كلثوم هذه الصحابة الصابرة
وتنزل آيات سورة الممتحنة:) يا أيها
الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بأيمانهن فأن
علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلي الكفار(
وينزل
أمر الله من فوق سبع سماوات بأن أم كلثوم لا ترجع إلى مكة ويقبلها الله سبحانه
وتعالى ...... ويجزيها على صبرها فتتزوج ليس من أشراف مكة فقط بل ومن أحد
العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة: وهو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف، تلك كانت قصة اسم سورة الممتحنة ... وقصة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الصابرة المحتسبة،
رضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اليه وأصحابه
وسلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق