الاثنين، 22 أغسطس 2016

ثياب الامير الجديد




ثياب الامبراطور الجديدة

كان هناك إمبراطور يحب الملابس الجديدة، ومن شدة ولعه بها كان لا يلبس الثياب إلا مرة واحدة، وكان الناس يعرفون عنه ويتعجبون من جمال ملابسه، ويحكى أن هناك اثنين من المحتالين قد سمعوا بحكاية الامبراطور وولعه بالثياب، فتوجها إلى عاصمته، واستطاعا أن يوصلا رسالة إلى الامبراطور، بأنهما قدما من بلاد بعيدة حبا فيه، وغايتهما أن يصنعا للامبراطور ثوبا عجيبا غريبا ليس له مثيل.
وسألهم ما سر الغرابة فيه، فقالا إن هذا الثوب لا يراه الأحمق أبدا، بل يراه الأذكياء فقط، كما لا يمكن لمن وضع في منصب لا يستحقه أن يراه وهذا الثوب يكشف عن الموظفين المزيفين الذين وصلوا بالواسطة إلى مناصبهم.
سر الامبراطور وأمر بأن ينصب لهما نولا قريبا من القصر، وأن يزودوا بما يطلبون، وطلبا خيوطا ذهبية وحريرا خالصا، فوفروا لهم ما أرداوا، وصاروا يحركون النول ويعملون.
بعد فترة طلب الامبراطور من مستشاره الذهاب لرؤية القماش الذي صنعوه، وعندما دخل عليهما طلب منهم رؤية الثوب بناء على رغبة الامبراطور، وعرضا عليه القماش ولكنه لم ير شيئا للأسف، ولكن... إن كان لا يرى فهذا يعني أنه أحمق وسيكشف أمره أمام الامبراطور، وتظاهر برؤيته وعاد إلى الامبراطور قائلا: إنه أجمل قماش رأيته، وكذا مع قائد الحرس، والوزير، وكل من له صلة بالامبراطور، كلهم أثنوا على الثوب الجميل والمزين بألوان عجيبة غريبة.
وقبل موعد المهرجان الذي سيظهر فيه الملك أمام شعبه ذهب إلى الخياطين لقياس الثوب، فنزعا عنه الملابس، والبساه الثوب الجديد، لم ير شيئا، وأحس بالبرد، واعتقد أنه غبي، يا للهول كيف لا يراه؟ وماذا سيقول عنه شعبه، هل هو أحمق؟ تظاهر برؤية الثوب وأعجب بجماله، فطلبا منه مزيدا من الخيوط الذهبية لإتمامه قبل موعد المهرجان.
وفي يوم المهرجان خرج الامبراطور إلى شعبه بثوبه الجميل كما يظن، ومر من بين الجماهير عاريا، كل من كان يراه يعرف أنه عار، ولكنه ظن بنفسه الغباء، ولا يستطيع أن يجهر بذلك، وإلا سيصبح أضحوكة للناس. لكن أحد الأطفال وقف أمام عربة الامبراطور وصاح: الامبراطور عريان الامبراطور عريان. فضج الجمع بالضحك.
ترى لِمَ تجرأ الطفل بالقول: الامبراطور عريان؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م