الأربعاء، 12 أبريل 2017

قصة من أجله نزل المطر





يقول مالك بن دينار رحمه الله انه في أحد الايام دخلت البصرة فوجدت الناس قد اجتمعوا فى المسجد الكبير يدعون الله من صلاة الظهر إلى صلاة العشاء لم يغادروا المسجد 

فقلت لهم مابالكم؟

فقالوا أمسكت السماء ماءها وجفت الأنهار ونحن ندعوا الله أن يسقينا. 

فقال مالك فدخلت معهم وهم يصلون الظهر ويدعون، والعصر ويدعون، والمغرب ويدعون، والعشاء ويدعون. ولا تمطر السماء قطره.
خرجوا ولم يستجب لهم.
 ثم تابع مالك قوله ذهب كل منهم إلى داره وقعدت في المسجد فلا دار لي.

وبعد قليل دخل رجل (اسود ) (أفطس) اي صغير الأنف (أبجر) اي كبير البطن.
( عليه خرقتان ) ستر عورته بواحدة وجعل الأخرى على عاتقه من شدة فقره.
فصلى ركعتين ولم يطل.
ثم التفت يمينا ويسارا ليرى هل هناك أحدا ولكنه لم يراني.

فرفع يديه إلى القبلة وقال إلهي وسيدى ومولاي حبست القطر عن بلادك لتؤدب عبادك
فأسالك يااااااااا حليما ذا أناه، يامن لايعرف خلقه منه إلا الجود، ان تسقيهم الساعة الساعة الساعة المطر.

يقول مالك فما ان وضع يديه إلا وقد أظلمت السماء وجاءت السحب من كل مكان فامطرت كأفواه القِرب!

ثم تابع مالك قوله فعجبت من الرجل، وبعد قليل خرج الرجل من المسجد فتبعته فظل يسير بين الأزقة والدروب حتى دخل دارا، فبحثت عن شيء اعلم به الدار فما وجدت شيئا إلا طين الأرض فأخذت منها وجعلت على الباب علامة..

فقال مالك فلما طلعت الشمس تتبعت الطرق حتى وصلت إلى العلامة فإذا هو بيت نخّاس يبيع العبيد فقلت ياهذا إني أريد أن أشترى من عندك عبداً فأرانى الطويل والقصير والوجيه فقلت: لا لا اما عندك غير هؤلاء؟

فقال النخاس: ماعندى غير هؤلاء للبيع.
يقول مالك وأنا خارج من بيت النخاس رأيت كوخا من خشب جوار الباب فقلت: هل في هذا الكوخ من أحد؟ 

فقال النخاس: من فيه لا يصلح أنت تريد أن تشترى عبدا ، ومن في هذا الكوخ لا يصلح للعمل .

فقلت: أراه ..!!
فأخرجه لي، فلما رأيته عرفته، فإذا هو الرجل الذى كان يصلي بالمسجد البارحة.
قلت للنخاس: أشتريه منك .

فأجابني النخاس : لعلك تقول غشّني الرجل، هذا لا ينفع فى شيء، هذا لايصلح في شيء.

فقلت أشتريه، فزهد في ثمنه وأعطاني إياه.

فلما استقر بي المقام في بيتي.

رفع العبد رأسه إليّ وقال: ياسيدي لم اشتريتني إن كنت تريد القوة فهناك من هو أقوى مني، وإن كنت تريد الوجاهة فهناك من هو أبهى مني، وإن كنت تريد الصنعة فهناك من هواحرف مني!
فلم اشتريتني؟

فقال مالك: يا هذا، بالأمس كان الناس فى المسجد وظلت البصره كلها تدعو الله من الظهر إلى بعد العشاء ولم يستجب لهم، وما إن دخلت أنت ورفعت يديك إلى السماء ودعوت الله واشترطت على الله حتى استجاب الله لك وحقق لك ما تريد!

فقال العبد: لعله غيري؟ وما يدريك أنت لعله رجل آخر؟

فقلت: بل هو أنت.

فقال العبد: أعرفتني؟ فقلت: نعم.

فقال: أتيقنتني؟ فقلت: نعم.

فقال مالك: فوالله ما التفت إليّ بعدها، إنما خرّ لله ساجدا، فأطال السجود، فانحنيت عليه فسمعته يقول:
(ياصاحب السر إن السر قد ظهرا --- فلا أطيق حياة بعدما اشتهرا)
ففاضت الروح الى بارئها!
أي سر سره ، وأي سر سرنا
وإلى أي درجة بلغ في الإخلاص، وكيف إخلاصنا؟!!
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
اللهم اجعلنا من عبادك الأتقياء الأنقياء الأخفياء!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م