الجمعة، 19 أكتوبر 2018

والسؤال فيما لا يهم يدمر


      في كثير من الأحيان نجد كثير من الناس عندما يبدأ الحوار بينهم في موضوع ما نجد الموضوع تفرع كثيراً وابتعدوا به عن موضوعهم الأول مما لا يحصل منه الفائدة.

     وهنا تحضرني قصه لا أعلم مدي صحتها ولكنها مثال قوي على كلامي أننا نضيع جهدنا ووقتنا في الجدال الذي لا يفيد.

     تبدأ قصتنا بأن شيخ في مسجد بيخطب في الحاضرين من أهل القرية، حتى وصل في حديثه إلى قول النبي صلي الله عليه وسلم (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).. أخرجه الطبراني
فسأله واحد من الحاضرين: الطبراني أخرج الضب؟!
قاله الشيخلا .... الطبري أخرج الحديث.
سأله الثانيمن أخرج الضب؟؟!!
قال الشيخ: لا يا ابن الحلال ..... أخرجه ... يعني رواه...
قاله له الرجل الثاني: هو كان عطشان؟
رد الشيخ وقال قصدي روي الحديث يعني قاله نقلا عن أحد من الذين سمعوا الحديث.
سأله الثالث: طيب والضب، إيه اللي حصل له؟!!
قال الشيخ: الضب ده استعارة بس يا إخوانا مش المقصود الضب انما استعارة للمكان المدفون تحت الأرض.
سأله الرابع: يعني الضب مش بتاع الطبراني؟!!
رد الشيخ: لا يا أخي، الطبراني ما عندوش ضب..
سأله الخامس: طيب الطبراني استعار الضب من مين؟
الشيخ إتعصب وغضب وقالهم: إلهي ربنا يأخذني لو جيت اخطب فيكم تاني!!
سأله السادس: ليه يا شيخ عايز تخطب؟ هو إنت مش متزوج!!!

     فنزل الشيخ من على المنبر ورمي العمة على الارض، وخرج من المسجد وراح لأقرب حلاق، وحلق دقنه، وهجر القرية وراح قرية تانية بعيدة واشتغل هناك في مطعم..

     وبعد فتره، مر عليه واحد من اهل القرية الأولانية وقال له: تعرف لو تربي دقنك، هتبقي شبه واحد كان خطيب عندنا في المسجد زمان؟
فسأله الشيخ بفضول: وكان اسمه إيه الخطيب ده؟
رد عليه والله انا مش فاكر اسمه، لكن أعرف إنه كان مربي عنده ضب، ومسلفه للطبراني!

     أنظروا معي إلى هذه القصة سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية فكل ما يعنينا منها هو كثرة سؤال القوم لشيخهم فيما لا يهم أدي إلى عدم فهمهم ما يقول الشيخ لهم ومعرفة أهمية الحديث، كما أدي إلى أن يتركهم الشيخ، وهذا يحدث في حياتنا كل يوم نجد من يسأل لا ليفهم إنما يسأل ليعجز من أمامه ليهزمه لا للوصول للحق وإنما من أجل الانتصار للنفس ولا حول ولا قوة الا بالله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م