ويبخلون ويأمرون الناس بالبخل

     قال تعالي (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ)

    فهذا الجزء من الأيه الكريمة وردت في الذين يكتمون معرفتهم بنبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ويأمرون غيرهم ممن عندهم العلم بذلك ليكونو مثلهم.

     وقيل الذين يبخلون بأموالهم عن إنفاقها في سبيل الله ويأمرون غيرهم من الناس في صورة النصيحه لهم وخوفهم عليهم من الفقر أن لا ينفقوا أموالهم في سبيل الله وهم في قرارة أنفسهم يخشون أن يكونوا منبوذين بفعلهم بين الناس فيسعون أن يكون الناس كلهم مثلهم.

     ولذا أجد أن هذه الاية الكريمة من الممكن أن تحمل معني أن من أصيب بالبخل أو بأي شيء مزموم بين الناس يحب أن يصاب به غيره ليكون الجميع مثله فلا يعيروه لانه يري أن هذا الشيء ينبذ به فيحب ان يكون الناس كلهم مثله لكي لا يعيره به أحد.

     وفي هذا الصدد يحضرني قصه انه في ذات يوم وقع حجر على ذيل ثعلب فقطعه ، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء .. يالها من متعة ! اشعر بها
وأخذ يغري الثعلب حتي يقطع ذيله !

فلم قطع الثعلب ذيله وشعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين له الثعلب مقطوع الذيل.

سأله : لم كذبت عليّ وقلت هذه متعة؟

قال : لكي لا تسخر مني إن أخبرتك بألمي ..... ثم أكمل كلامة وقال وأنت إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا .

فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل!
ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه!

وهذا من جملة الإفساد في الأرض أن اوقع بالناس لكي لا أكون أن الوحيد السيء وهذا سببه البعد عن الدين وصار الفساد منتشرا في كل مكان.

ولهذا فإذا عم الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ! واتخذهم السفهاء سخرية فعن كعب رحمه الله قال ليأتين على الناس زمان يُعَيَّر المؤمن بإيمانه كما يعير اليومَ الفاجر بفجوره حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه ويسخرون منه.

     أحبابي في الله امرنا الله تعالي وحبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم بالتناصح فيما بيننا وإن وقع احدنا في شيء لابد عليه نصح إخوانه كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ( الدين النصيحه) لكي لا يقعوا فيها لأن حديث أبي موسى الأشعري الذي قال فيه : قال رسول الله ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه.فلابد علينا ان نتناصح لتستقيم حياتنا

تصنيف : مقالات