السبت، 5 مارس 2016

عُقلاء المجانين

يحكى أن ( بهلول) كان رجلا مجنونا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ..
وفي يوم من الأيام مر عليه هارون الرشيد وهو جالس على إحدى المقابر ..
فقال له هارون معنفا : يا بهلول يا مجنون...
متى تعقل ؟
فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجرة ثم نادي على هارون بأعلى صوته :
يا هارون يا مجنون....متى تعقل ؟
فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه ...
وقال له : أنا المجنون أم أنت الذي يجلس على المقابر ؟
فقال له بهلول :بل أنا عاقل !! 
قال هارون : وكيف ذلك ؟
قال بهلول :"لأني عرفت أن هذا زائل ،،(وأشار إلى قصر هارون)
وأن هذا باقِ ،،،(وأشار إلى القبر) فعمرت هذا قبل هذا ،،،
وأما أنت فإنك قد عمرت هذا(يقصد قصره) وخربت هذا (يعنى القبر) ..
فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك لا محال " ....
وأردف قائلا : فقلّ لي //أيّنا المجنون ؟؟
فرجف قلب هارون الرشيد وبكى حتى بلل لحيته ...
وقال" :والله إنك لصادق .."
ثم قال هارون :زدني يا بهلول...
فقال بهلول : يكفيك كتاب الله فالزمه"
قال هارون" : ألك حاجة فأقضيها " 
قال بهلول :نعم ثلاث حاجات ،،، إن قضيتها شكرتك ..
قال هارون الرشيد : فاطلب ،،،
قال بهلول :أن تزيد في عمري !!
قال هارون الرشيد : "لا أقدر "
قال بهلول :أن تحميني من ملك الموت!!
قال هارون الرشيد: لا أقدر ..
قال بهلول :أن تدخلني الجنة وتبعدني عن النار !!
قال هارون الرشيد : لا أقدر ..
قال بهلول :فاعلم انك مملوك ولست ملك ،، " ولاحاجة لي عندك" .....

كتاب عُقلاء المجانين
ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ :
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ( ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ: 406ﻫـ )


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م