"الاهتمام يصنع النجاح"
في بداية السنة ّ لاحظت أن أحد تلاميذي متأخر عن زملائه، فاتصلت بمعلمته السابقة، وأخبرتني بأنه لا يتعلم و لا يمكن أن يتعلم لأنه لا يملك المبادئ في القراءة و الكتابة ، كما أنه يعاني من صعوبة التعلم،القراءة و الكتابة ... و قالت: أن أهله في البيت لا يقومون بمساعدته وهذا حال إخوته المتأخرين مثله الذين درستهم سابقا.
وجدتُ نفسي أمام تحدٍ كبير (بيئة يعيش فيها لا تسمح له بالتحسن ،الناس كلهم يردّدون أمامه أنه ضعيف، والأسوأ من هذا كله هو فقدانه جزء كبير من ثقته بنفسه لما أعاد السنة الثالثة، مما زاد إصراري على مساعدته.
في البداية بذلت جهدا لا بأس به في دعم ثقته بنفسه.
قلت له: أخبرتني معلمتك أنك ذكي و تحب الدراسة، هل هذا صحيح ؟
لاحظت دهشة على وجهه، ثم غيّرتُ الموضوع مباشرة، و أنا ألقي الدرس لاحظت أنه غيَّرَ طريقة جلسته و كانت نظراته تتبعني أينما ذهبت و كأنه يحاول أن أراه كما أظن أنا كوني أعرف عنه أنه ذكي ... و هنا كسبت انتباهه و تركيزه على كلامي ...كنت دائما أتعمد طرح أسئلة سهلة و أطلب منه الإجابة، لما يجيب أكرر دائما عبارة أنت ذكي، لاحظتم كم هو ذكي ...
في المرحلة التالية لاحظت بأنه بدأ يتحسّن تحسنا عجيبا، لم يعد صاحب الصوت الخافت كان يجيب بصوت مرتفع و يقرأ النص بصوت مرتفع.
شجّعتُه بأن ينجز أعماله في المنزل، وكنت أثني عليه لما يفعل، حتى صار ينجز أعمالا لم أطلبها منه لأنه أصبح يحب مدحي له أمام زملائه وأمسح على رأسه و أؤكد له بأنه مجتهد و محبّ للدراسة، وهنا دخلتُ معه في المرحلة الثالثة و هي مرحلة مقارنته بالمجتهدين في القسم لما أتحدث عن الممتازين و أشجعهم أوجه له الكلام معهم ... لم يمضِ عليه إلا شهر واحد حتى تغيّرت الأمور كثيرا ...لم أُكثر من تخصيصي دروس خاصة له رغم أنني كنت مدركا لأهميتها بسبب تأخره في الكتابة و الإملاء ... لكن النتيجة باتت واضحة من خلال التشجيع فقط ...
في الحقيقة التجربة أعيشها معه الآن... في أحد الأيام حفظ 5 سور قرآنية بطريقة ممتازة و قرأها لي أردت أن أعطيه هدية فرفض لما سألته: قال إنه حفظها لكي يأجره الله عليها و ليس من أجل الهدية ... أصبح طفلا ظريفا خفيفا ذو سلوك رائع ... محبوبا بين زملائه والله إني أراه يعيش لحظات تشبه الحلم بالنسبة إليه مع زملائه و الفرحة بادية على وجهه و على تصرفاته ... ومؤخرا اتّضح لي أنه ذكي جدا مقارنة مع معظم زملائه، درجاته من مستحسنة إلى ممتازة و الشيء المفرح أنه يتحسن بسرعة يوما بعد يوم، حتى معلمته السابقة اعترفت لي بشدة لما مرّت بالقسم صدفة ووجدته يقرأ النص بطريقة تفوق مستواه الدراسي، وقالت لي: حقا استغربت لذلك توقفت لأسألك ماذا فعلت معه ... هذا فقط ما رأته... لم تعرف بأنه سيصبح عن قريب من أنجب النجباء ..لم تعرف بأنه غُرست فيه قيم الاهتمام لحال الآخرين منذ صغره ... لم تعرف بأنه سيكون شخصية ناجحة في حياته بإذن الله ... و أهم من هذا كلّه اكتسب ثقة كبيرة بنفسه من شأنها أن تجعله ذو شأن و لما لا
في بداية السنة ّ لاحظت أن أحد تلاميذي متأخر عن زملائه، فاتصلت بمعلمته السابقة، وأخبرتني بأنه لا يتعلم و لا يمكن أن يتعلم لأنه لا يملك المبادئ في القراءة و الكتابة ، كما أنه يعاني من صعوبة التعلم،القراءة و الكتابة ... و قالت: أن أهله في البيت لا يقومون بمساعدته وهذا حال إخوته المتأخرين مثله الذين درستهم سابقا.
وجدتُ نفسي أمام تحدٍ كبير (بيئة يعيش فيها لا تسمح له بالتحسن ،الناس كلهم يردّدون أمامه أنه ضعيف، والأسوأ من هذا كله هو فقدانه جزء كبير من ثقته بنفسه لما أعاد السنة الثالثة، مما زاد إصراري على مساعدته.
في البداية بذلت جهدا لا بأس به في دعم ثقته بنفسه.
قلت له: أخبرتني معلمتك أنك ذكي و تحب الدراسة، هل هذا صحيح ؟
لاحظت دهشة على وجهه، ثم غيّرتُ الموضوع مباشرة، و أنا ألقي الدرس لاحظت أنه غيَّرَ طريقة جلسته و كانت نظراته تتبعني أينما ذهبت و كأنه يحاول أن أراه كما أظن أنا كوني أعرف عنه أنه ذكي ... و هنا كسبت انتباهه و تركيزه على كلامي ...كنت دائما أتعمد طرح أسئلة سهلة و أطلب منه الإجابة، لما يجيب أكرر دائما عبارة أنت ذكي، لاحظتم كم هو ذكي ...
في المرحلة التالية لاحظت بأنه بدأ يتحسّن تحسنا عجيبا، لم يعد صاحب الصوت الخافت كان يجيب بصوت مرتفع و يقرأ النص بصوت مرتفع.
شجّعتُه بأن ينجز أعماله في المنزل، وكنت أثني عليه لما يفعل، حتى صار ينجز أعمالا لم أطلبها منه لأنه أصبح يحب مدحي له أمام زملائه وأمسح على رأسه و أؤكد له بأنه مجتهد و محبّ للدراسة، وهنا دخلتُ معه في المرحلة الثالثة و هي مرحلة مقارنته بالمجتهدين في القسم لما أتحدث عن الممتازين و أشجعهم أوجه له الكلام معهم ... لم يمضِ عليه إلا شهر واحد حتى تغيّرت الأمور كثيرا ...لم أُكثر من تخصيصي دروس خاصة له رغم أنني كنت مدركا لأهميتها بسبب تأخره في الكتابة و الإملاء ... لكن النتيجة باتت واضحة من خلال التشجيع فقط ...
في الحقيقة التجربة أعيشها معه الآن... في أحد الأيام حفظ 5 سور قرآنية بطريقة ممتازة و قرأها لي أردت أن أعطيه هدية فرفض لما سألته: قال إنه حفظها لكي يأجره الله عليها و ليس من أجل الهدية ... أصبح طفلا ظريفا خفيفا ذو سلوك رائع ... محبوبا بين زملائه والله إني أراه يعيش لحظات تشبه الحلم بالنسبة إليه مع زملائه و الفرحة بادية على وجهه و على تصرفاته ... ومؤخرا اتّضح لي أنه ذكي جدا مقارنة مع معظم زملائه، درجاته من مستحسنة إلى ممتازة و الشيء المفرح أنه يتحسن بسرعة يوما بعد يوم، حتى معلمته السابقة اعترفت لي بشدة لما مرّت بالقسم صدفة ووجدته يقرأ النص بطريقة تفوق مستواه الدراسي، وقالت لي: حقا استغربت لذلك توقفت لأسألك ماذا فعلت معه ... هذا فقط ما رأته... لم تعرف بأنه سيصبح عن قريب من أنجب النجباء ..لم تعرف بأنه غُرست فيه قيم الاهتمام لحال الآخرين منذ صغره ... لم تعرف بأنه سيكون شخصية ناجحة في حياته بإذن الله ... و أهم من هذا كلّه اكتسب ثقة كبيرة بنفسه من شأنها أن تجعله ذو شأن و لما لا
0 التعليقات:
إرسال تعليق